Archive for the ‘فن’ Category

هذه الخاطر كتبتها في التسعينات إلى الفنان المهاجر قحطان العطار الذي عاش طوال حياته في الغربة بعيدا عن العراق بعيدا عن أهله وأصحابه وعن وطنه الذي يسال عنه دوما.

أين رست بك الدنيا أيها الغريب ؟ أيها الفنان المبدع لقد اعتدنا على سماع صوتك المليء بالحزن والغربة لقد تعايشت الغربة من خلال صوتك قبل أن أراها واليوم ضقنا مرارة الغربة  ومنذ سنين صوتك الحزين الذي يعبر عن أحاسيسك وعن مشاعرك عن الوطن لأنك بعيدا عنه عن العراق الجريح نتمنى أن ترجع ألينا لقد اشتقنا إليك أيها الحبيب أيها العزيز والغالي.ونتمنى من كل فنان مخلص لبدله ولفنه ان يرجع من الغربه ويقدم اعمال فنية تخدم المجتمع والناس .

( الخاطرة  باللهجة العامية ) وفي هذه الكلمات المتواضعة الوطن يناديه ووالدته تناديه وكل أم  تناديه وتقول له ارجع من هذه الغربة اللعينة.

 

                     ……….يا  عطار…..

 

 

راحت أسنين آو أيام أو ليالي بس انتظر ….

              

 

 كل ساعه اكول اليوم آو باجر هسه أو يحن والله أو يرد…..

 

           

                    يمتعب الحال….

 

 

                         يمتعب البال…

 

             

              ما ضل صبر…ما ضل فكر…

 

   لو..تجي وشوف حالي ….وشوف اللي جرالي……           

 

    انه من بعدك يبني راح أضل مهموم….

 

   وكولن بس الهم…. صفالي …….. بس القهر… صفالي

 

بس عود…مو كافي هجر…بس عود مو كافي غربه…بس عود…

 

               كلبي على كلب آولدي…

            

             أو كلب آولدي من صخر…

 

 

أيهم محسن 7-3-2012 الأربعاء

 

 شاعر الأبوذية  (  الشاعر سالم الصالح )

ربما الصدفة جمعت بيني وبين الشاعر سالم الصالح حتى أصبحنا أكثر من أصدقاء ولازلنا أصدقاء لكن الذي فرق بيني وبين الشاعر سالم الصالح الغربة ومع ذلك لازلنا نتواصل بين الحين والأخر من خلال زياراتي للعراق لكنه موجود في مخيلتي وذاكرتي لا استطيع نسيانه حتى

لو نسيته يوم من الأيام  فالأغنيات التي كتبها لا تجعلني نسيانه وكان اللقاء الأول بيني وبينه منذ أكثر من عشر سنوات وهذا اللقاء لازلت أتذكر كل كلمة تكلمنا بها وكان يحمل بيده دفتر مليء بالأشعار التي كتبها لكني  كنت لم اعرفه منذ قبل ولا اعرف عنه أي شيء وبدأ بالحديث عن نفسه وقال لي أنا اسمي سالم الصالح واكتب الشعر ولي بعض النصوص الغنائية وبدا يقرأ من الدفتر الذي كان بين يديه وكان تركيزي الأول على صوته الرخيم الذي يحمل قرارا رائعا بنبرات حزينة فأعجبت بطريقة أسلوبه المميز بالإلقاء وربما كان لا يدرك ذلك انه يمتلك هكذا موصفات رائعة بصوته الذي يراودني كثيرا ولا استطيع نسيانه,فأخذت بعض النصوص لتلحينها وهذا ما كان يبحث عنه, فطلبت منه بتغيير بعض المفردات لكنه لم يعارض أبدا وطلبت منه أيضا أن يتواصل  ويحتك بالشعراء الشعبيين وان يستفاد من تجاربهم لأن الشاعر سالم الصالح لم يكن له تواصل مع الشعراء وهذا الشيء مهما بالنسبة له ووافقني الرأي وذهبنا إلى الشاعر الكبير الأستاذ محمد خليل كوكز وعرضنا له الأغاني والمواويل التي كتبها الشاعر سالم الصالح وبدأ اهتمامه وأعجب بالكلمات وعبر عن رأيه في بعض الملاحظات التي يحتاجها الشاعر سالم الصالح التي استفاد منها ومن النقد البناء من الشاعر محمد خليل كوكز لأن الشاعر الكبير كوكز له  باع طويل في كتابة الشعر ويعتبر واحد من أهم الشعراء الشعبيين في محافظة الأنبار والعراق وله الفضل الكبير وأصبحا الشاعر سالم صديقا له,وما جعل الشاعر سالم الصالح ان ينجح هو تواضعه وتقبله للنقد البناء والإصرار الذي يمتلكه وبدأ يتواصل مع الشعراء ومشواره الحقيقي مع كتابة الشعر وأصبح شاعرا رائعا بكتابة (الأغنية وكتابة الأبوذية والزهيري والموال) لأن الشاعر سالم الصالح يمتلك موهبة حقيقية جعلته يتطور يوما بعد الأخر في بناء الأغنية والكثير من البحور الشعرية وكل يوم يفاجئنا بكتابة أبوذية وموال,وأنا اعتبر الشاعر سالم الصالح شاعر شفاف في جميع كتاباته ومميز عن بقية الشعراء وخاصة في كتابة الأغنية ولقب بشاعر الأبوذية من زملائه الشعراء لكنه ليس فقط شاعر الأبوذية أيضا يستحق لقب الشاعر الشفاف وشاعر الأغنية من خلال تجربتي معه وتلحين العديد من الأغنيات التي كتبها ويستحق ذلك بكل جدارة ومن الأبوذيات التي كتبها الشاعر سالم الصالح ( وردة )

عجيبه اشلون ما سموك وردة

يحالتي حالت المجنون ورده

أبحديقتنه أنتمنه أتصير ورده

نشمك كل صباح أو مسيه

التي غناها أحد الفنانين لا أريد أن أذكر اسمه وأيضا غنى له أغنية التي أعددت لها اللحن من التراث وتفاجأت بتسجيل الأبوذية والأغنية باسم شاعر أخر وسجل اللحن من التراث حينها اعتذر لأنه لم يقصد الإساءة وقبلنا الاعتذار وطلبت منه ان يغني الأبوذية والأغنية في احد اللقاءات التلفزيونية ويقول هذه من كلمات الشاعر سالم الصالح وحينها قال سوف افعل ذلك لكنه لم  يفعل ذلك,ومع ذلك الشاعر سالم الصالح نسي الأمر ولم يتذكره بعد لأنه طيب القلب وسمح جدا.

الشاعر سالم الصالح له خصوصية في كتابة الأغنية الوطنية وتميز بهذه الجانب الرائع وهذا ما يدل على حبه وإخلاصه لوطنه الحبيب العراق العزيز والغالي على جميع العراقيون الشرفاء ومن بين هذه الأغاني التي كتبها الشاعر سالم الصالح أنشودة (وين أنت مثلك وطن ) التي سجلها  الفنان  لمبدع (ظاهد الراشد) التي ابدع في اداء هذه ألأنشودة الرائعة وكانت الأنشودة من الحاني ربما اللحن لم يكن بنفس مستوى الكلمات لأني لا استطيع تقييم الحاني ربما كان اللحن اقل مستوى من الكلمات الانشودة.

ايهم محسن

من هنا تحميل واستماع انشودة وينت مثلك وطن

منذ صغره كان يرسم عوداً صغيراً بمخيلته رسم عوداً على جدران تلك المدينة مدينة البصرة الجميلة والرائعة التي كان يعيش فيها وكان يكتب عبارة تحت العود هذا عود ثلبت البصري

حلمه الأول أن يصنع عودا صغيرا لينال إعجاب معلم الموسيقى ورفاقه في المدرسة لأنه دائما يسأل وبفضول معلمه هل أستطيع أن أصنع آلة العود وأتعلم العزف عليها

هكذا كان حبه للموسيقى ورغبته الشديدة لتعلم صناعة آلة العود التي شغلت فكره منذ الصغر.

كان يعشق سماع الموسيقى وبشغف وكل ما هو جميل من فن راقٍ وخاصة سماع الموسيقى على آلة العود,لان الأصوات التي تصدر من آلة العود تخاطب جميع أحاسيسه وعواطفه ومشاعره الصادقة باتجاه الإنسانية.

بدأ يكبر ويكبر حلمه الذي راوده منذ الطفولة حتى جاء اليوم الذي قرر فيه أن يصنع ذلك العود وحقق حلمه وبكل نجاح وترك بصمة كبيرة على تلك المدينة التي عاش فيها, وهو يحمل جميع ذكريات الطفولة وذكريات العود الذي رسمه على جدران مدينته ليحلق بها فوق البصرة وشناشيلها التي تذكرك بأمجاد هذه المدينة لتي تمسك بها منذ الصغر, ليصبح صانعاً وعازفاً لآلة العود حتى يكون لديه تواصل روحي بين الصناعة والعزف.

بدأ يتعلم الصناعة يوماً بعد الأخر وسرعان ما تعلم صناعة آلة العود لكنه لم يتوقف عند هذه الصناعة فقط بل دخل مجالات أخرى وأبدع فيها ليكون موسوعة شاملة,

صناعة الة العود إنها صناعة جميلة وصعبة في نفس الوقت بكل تفاصيلها وتحتاج إلى الكثير من الوقت والدقة والتركيز والجهد لأن الصانع الجيد لم يأت من فراغ أبدا,الفنان ثابت البصري تجاوز جميع المراحل الصعبة التي مرت به لأن إرادته كانت قوية وهذا ما جعله صانعا مبدعا ومحترفا

وأصبح من أشهر صانعي آلة العود وهذا يدل على حبه وشغفه بالموسيقى وحبه أيضا لمدينة البصرة لأنه يعشقها ويعشق فنها الأصيل المتوارث منذ القدم.

أيهم محسن 

12-8-2011


صناعة آلة العود في العراق والبصرة

لابد أن لصناعة آلة العود في العراق ولصنّاعها تاريخ قديم ومن هذه الصناعة التي تعتبر من أهم الصناعات للآلات الوترية الشرقية التي تستخدم في العزف والتلحين واستخدامها في التخت الشرقي ,ولقد ترك صانعو آلة العود وراءهم بصمة فنية قيّمة لا تزال موجودة في تراث هذا البلد العريق منذ الاف السنين.

ومن هؤلاء الصناع الصانع محمد فاضل وأولاده ويعتبر من أقدم وأشهر الصنّاع لآلة العود في مدينة بغداد والعراق,ولازالت أعواده موجودة لقد شاهدت أعوده  بوزن الريشة المطعّمة بالصدف والزخرفة ويعتبر تحفة فنية نادرة ورائعة.  أما الصنّاع نجم عبود أيضا كان له دور كبير في صناعة آلة العود في مدينة بغداد والعراق والوطن العربي وفي مدينة البصرة الصانع منصورمحمود وفي الزبير فوزي المنشد وهناك العديد من المبدعين لم يتسنّ لي ذكر أسمائهم هؤلاء المبدعين تركوا أثر وإرثاً وتحفاً نادرة لصناعة آلة العود يضاف لتراث مدينة بغداد والعراق والوطن العربي لتفتخر بأسمائهم وبصناعتهم المليئة بالإبداع, لقد تركوا بصمة مميزة في الماضي وفي حاضرنا وحتى للأجيال القادمة رحلوا ولم يبقَ منهم سوى أسمائهم وأعمالهم  التي لم تمت.

 يولد الإبداع مع الأشخاص الموهوبين الذين يصرون على  خلقه رغم الصعوبات

والتحديات وجاء العديد من صانعي آلة العود واستمرت هذه الصناعة إلى يومنا هذا ومن بين هؤلاء

 الصناع الصانع ثابت البصري الذي ترك بصمة مميزة في هذه الصناعة وأراد أن يكون مكملا لمسيرة الصناعة والإبداع ليصبح واحداً من المبدعين لصناعة آلة العود في مدينة البصرة وبغداد وفي جميع انحاء العراق والوطن العربي حيث امتزج اسمه مع العود البصري بشكل خاص ومع العود بشكل عام ليكون جزءاً من المبدعين الذين سبقوه,أراد أن يكون متميزا وبارعا بعوده الذي حلم  به منذ طفولته وأصبح العود الذي يصنعه بيده تحفه ذات قيمة فنية,أجاد في صناعته بجميع تفاصيلها ودقة القياسات العلمية الملائمة للعزف واختيار الأخشاب الملائمة والفاخرة(كالسيسم الهندي والورد والأبانوس )حتى في اختيار الزخارف التي تذكرك بالعهود السابقة لمدينة البصرة.

ثابت البصري يتعامل مع آلة العود بإحساس مرهف وهناك مخاطبة حسية بين آلة العود وروحه الصادقة لأنه يعشق الموسيقى ويعشق آلة العود وصناعتها وكان يرسم عوده المنشود في كل مكان يجلس فيه عندما كان صغيرا.

لأنه عشق الموسيقا وصناعة الة العود وعشق مدينة البصرة وكل ما فيها من تراث ليرتوي من فنها العتيق الملتصق على جدران أزقتها القديمة وعلى أبوابها الجليلة ليصبح صانعا ماهرا متألقا بين الصناع في البصرة وبغداد وفي الوطن العربي وأراد أن يتألق اسمه بين المبدعين الذين سبقوه وأن يجمع تلك الأسماء التي دثرتها السنون في صناعة آلة العود الذي يصنعه بيده حتى يكون هناك مزيج من الإبداع والوفاء لهم ليبقى عوده يوما من الأيام تحفة نادرة تفتخر بها مدينة البصرة مدينة المبدعين.

يعتبر ثابت البصري واحداً من هؤلاء الصناع المبدعين وله بصمه مميزه عن باقي الصناع فقد جمع بين الصناعة والإبداع في آن واحد.

 ويعتبر صانع لأكثر من آلة وترية و لا ننسى إجادته في صناعة (العود السحب ) الذي يبتعد كثيرا في موصفاته عن العود الشرقي من حيث القياسات وربط الأوتار وحدة الصوت ويستخدم بالعزف المنفرد وهذا يدل على موهبته وإصراره على النجاح الباهر في هذا المجال والتوفيق بين بقية الآلات الوترية التي أجاد في صناعتها.

يكفي الفنان الكبير وديع الصافي زاره الى ورشته وصنع له عودا عندما كان مقيما في الكويت والفنان عبدالله ابو الغيث والفنان الكبير طالب القره غلي وسعيد البنا وغيرهم,ومن المطربين الذين غنو على عوده الفنان مصطفى احمد من الكويت  ومحمد ازويد من البحرين والفنان الكبير محمد عبده من السعودية وعائلة الرحباني من لبنان

أيهم محسن.

 27-7-2011

 

 

(فائق محمد فاضل بين الصناعة والإبداع) عندما نجد تحفة فنية نادرة ونجد جميع الخصائص الفنية موجودة في جميع تفاصيلها الحرفية سوف تلفت النظر وتؤثر بالنفس وعندها سوف نبحث عن صانع هذه التحفة وخاصة إذا كانت آلة موسيقية مصنوعة من الخشب مثل آلة العود وغيرها من الآلات الوترية الموسيقية. هناك ظاهرة كبيرة على الإقبال لصناعة الآلات الوترية وخاصة آلة العود لكن للأسف الشديد لا يوجد عند الكثير من صانعي هذه الآلة أي إبداع ولا أية دقة من ناحية الصناعة والجودة واختيار الخشب المناسب وأصبح مبدعو هذه الصناعة هم قلة جدا في الوطن العربي. الصناعة وحدها لا تكفي حتى ولو كانت متقنة من جميع النواحي, إذا لم تقترن هذه الصناعة بالإبداع وروح الصانع في الآلة لا تكون للآلة أي قيمة فنية وإذا وجدنا العكس سوف تكون تحفة نادرة. فنجد الفنان فائق محمد فاضل هو واحد من الذين يمتلكون الصناعة والإبداع في جميع تفاصيل الآلة التي يصنعها,هذا يدل على الذوق السليم وحرصه على فنه ورغبته وإصراره على هذه الصناعة التي باتت في مخيلته منذ الطفولة. ويعتبرفائق أحد الذين يمتلكون(سر المهنة) التي اخذها من والده محمد فاضل وهذا إبداع بحد ذاته وتحتاج هذه الصناعة إلى التركيز والوقت الطويل ربما إلى شهر أو شهرين وربما إلى ثلاثة أشهر حتى ينجز عود أو عودين. فنجد الدقة والإتقان بجميع أعواد فائق ومختلفة من ناحية الشكل الخارجي بين عود وأخر وجودة الخشب والدقة في الصناعة وربما حتى في القياسات ونوعية الخشب الملائم لصناعة الآلة والزخرفة والألوان التي يختارها لآلة العود وهذه الميزة ليست فقط في صناعة الأعواد حتى في صناعات أخرى. وهذا يدل على مصداقيته بالعمل وحبه للموسيقى والصناعة والتألق في فضاءات الإبداع. فنجد الإمكانية والقيمة الفنية بجميع الأعواد والآلات الوترية التي يصنعها وهذا يدل على براعته وحرفيته وإرادته القوية التي جعلت منه صانعاً ماهراً متألقاً بصناعة آلة العود بجميع المواصفات والأشكال. استطيع القول أن أنه هو صانع شامل ومبدع بكثير من الصناعات الوترية واستطاع أن يجمع مابين الصناعة والإبداع في آن واحد.

أيهم محسن

23-5-2011

آلة العود بين يدي الفنان فائق محمد فاضل

تعتبر آلة العود من أقدم الآلات الموسيقية,قيل إن أول من صنع آلة العود لامك بن قاين بن ادم عليه السلام وبكى به على ولده ,وقيل إن صانعه بطليموس صاحب

الموسيقا وهو كتاب اللحون الثمانية,وقد ذكر أن هذه الآلة ظهرت في زمن نوح عليه السلام,وأنه صنع عودا واستخرج منه الأنغام إلا انه فقد عند الطوفان وربما تكون هذه الآلة قديمة بقدم الإنسان, ما يعني أن الموسيقا ابتدأت منذ أن ابتدأ الإنسان  يعي ما حوله,فكان يصفق ويصفر ويصيح بطريقة توائم ما كان يصدر عنه من فعل,وكان كلما ترقى شعوره كانت تترقى طريقة غنائه إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه في أيامنا هذه,عندها تم اختراع الآلات الموسيقية.

أما آلة العود فإنها تعتبر من الآلات الشرقية وقد اهتم في صناعتها كثيرون من العرب,وقد بذلوا جهدا كبيرا في تطويرها من ناحية الشكل الخارجي والصوت واختيار الأوتار الملائمة.

وكان لكل صانع أسلوبه الخاص في استخدام النقوش والزخرفة حيث أننا نجد اختلافا واضحا من بلد إلى أخر ومن صانع إلى أخر لجهة القياسات والقوالب والزخرفة ما جعل صوتها يختلف  باختلاف صناعتها,ومما لاشك فيه أننا نجد إحساس وروح الصانع واضحة وجلية.

وفي العراق وعلى الأخص في مدينة بغداد برز الكثير ممن اهتموا بصناعة آلة العود وتركوا الأثر الكبير في هذا المجال ومنهم كان الفنان والصانع فائق ابن الصانع الكبير محمد فاضل الذي تميز بصناعة آلة العود ولقد برز بصناعة آلة العود والعزف  محققا نجاحا باهرا فكانت موهبته وإصراره محط اهتمام الكثيرين فنال إعجابهم من عازفين وملحنين وممن اهتموا بهذه الآلة على صعيد الوطن العربي,وقد بذل الفنان جهدا كبيرا لجعل آلة العود أكثر مقاومة وأكثر ديمومة وذلك بمعالجة الأخشاب المستخدمة في صناعة آلة العود في الأفران الحرارية كي لا تتأثر بالمناخ من رطوبة وحرارة,وبمعالجة حالة انحناء زند آلة العود

وقد حقق نجاحا اخذ به إلى صناعات أخرى .

وقد حقق الفنان فائق محمد فاضل  نجاحا ليس في صناعة آلة العود فقط بل في صناعة الكثير من الآلات الموسيقية وقلما تجد من يهتم بهذا الشيء ويجمع بين  صناعات مختلفة فهو لم يصنع الآلة للعزف فقط بل لتكون أيقونة لها صداها في العراق وفي الوطن العربي.

أيهم غانم محسن 

10-6-2011

نصير شمة يقرر اعتزال الحياة الموسيقية.. مبكراً

أعلن الفنان نصير شمة عزمه على اعتزال الحياة الموسيقية مبكراً مشيراً الى أن ذلك لا يعني اعتزاله التأليف.
وقال إن ضاحية سيدي بوسعيد شرق العاصمة التونسية هي أهم مكان يفكر في أن يستقر فيه بعد الاعتزال، موضحاً أن الأماكن التي تركت آثارها في أعماله الموسيقية هي كل الأماكن التي شعر فيها بالسلام والراحة النفسية المتوازنة لفترة طويلة.
وأضاف إن الاعتزال سيكون على مستوى الظهور على المسرح وربما ذلك سيكون بشكل قريب ومفاجئ لكن لي رغبة كبيرة أن أختم حياتي في مكان هادئ في سيدي بو سعيد، لأن لي رغبتي في الاعتزال وأنا على أحسن حال وهو ما قد يكون مفاجئاً للناس.
أما عن سبب الاعتزال فقال: أنا قمت بدوري في تبليغ رسالة هامة لجيل من الشباب وصولاً إلى أعمار ثماني وعشر سنوات، وهؤلاء قادرون على الوصول إلى أبعاد أخرى، كنا جسراً مهماً بين الأجيال وعليهم اليوم أن يكملوا الطريق.. أما أنا فقد أتفرغ للتأليف لجوانب أخرى لم تشاهدها عامة الناس من قبل وكانت مسلطة على العازف فقط.

الفنان فائف محمد فاضل يتعامل مع آلة العود بإحساس مرهف وهناك مخاطبة حسية بين آلة العود وروحه الصادقة لأنه يعشق
الموسيقى ويعشق آلة العود وصناعتها وكان يرسم عوده المنشود في كل مكان يجلس فيه عندما كان صغيرا.
أيهم محسن.

(بس تعالوا) من الأغاني الجميلة والرائعة التي لامست وتكلمت عن جرح وحزن عراقي وهموم متراكمة وعن الإنسانية التي نسجها الشاعر ليس من الخيال بل من الواقع الذي نعيشه,ونجد الشفافية والمصداقية والإنسانية موجودة في كل حرف من القصيدة التي كتبت لأوضاع خاصة بالشاعر, كانت تلامس جرح شاعرها, لكن سرعان ما تحولت تلك الأغنية إلى عوامل مشتركة بين الشاعر وجميع العراقيين لأنهم تأثروا بها كقصيدة وحملوها بقلوبهم كلحن رائع وعشقوها كأغنية من صوت عذب,التي كتبها الشاعر والإنسان الشفاف (سعدون قاسم ) وأصبحت (بس تعالوا) جزء لا يتجزأ من كل من استمع إليها ,التي لحنها الموسيقار الرائع (كاظم فندي) انه يستحق الوقوف لتأدية التحية الذي لم يترك بصمة واحده في العراق فحسب بل ترك بصمات كثيرة وكبيرة في نفس الوقت,ألحانه المطرزة بحنين العراق المنسوجة بروح صادقة ,أداها الصوت الجريح الذي يحمل في طياته أنين القصب والبردي وليل الأهوار ونسمات دجلة والفرات, بلبل الجنوب ابن العراق الصوت الشفاف( الموسيقار كريم منصور) الذي ترك أثرا كبيرا في نفوسنا ذلك الصوت المعبر في جميع أحاسيسه ومشاعره الصادقة.
وتفاجأت عندما استمعت إليها مسجلة بصوت الفنان العزيز ظاهد الراشد لان هذه الأغنية لم يستطيع احد أن يؤديها غير( الموسيقار كريم منصور),المهم حاولت التركيز مع أغنية( بس تعالوا) بصوت الفنان ظاهد الراشد نعم انه عبر بجميع أحاسيسه الصادقة من خلال أدائه للأغنية, أراد أن يستذكر صوت الفنان كريم منصور وهذا شيء رائع جدا,وحاول أن يحذو حذو الموسيقار (كريم منصور) لأنه يرغب بغناء تلك الأغاني القريبة إلى صوته وقلبه التي تتكلم عن واقع حال, استطاع أن يظهر ما في داخله من هموم وحزن متراكم وهموم لا تزال تعيش في داخل كل مواطن عراقي داخل العراق وخارجه من خلال أداء الأغاني التي تحمل اسم العراق الجريح وأغنية ( بس تعالوا) والمواويل التي تلامس تلك الجروح التي باتت واضحة على كل عراقي يحمل الإنسانية.
استطيع القول إن الفنان ظاهد بدأ النضوج لديه وغيـّر نمطه بالفن الحقيقي الذي يحمل الرسالة التي تعبر عن واقع الحال الذي نعيشه لان الفنان الحقيقي هو مسؤول عن كل ما يقدمه للمستمع وخاصة في العراق نحن بأمس الحاجة إلى الكلمة والمفردة واللحن والأغنية التي تعكس الصورة الواقعية ,حتى يصبح الفنان ذو قيمة في المجتمع الذي يحيط به.
كتب للفنان ظاهد العديد من الشعراء منهم الشاعر سالم الرافع والشاعر المبدع محمد خليل كوكز الذي قدم له أجمل القصائد الوجدانية والوطنية والمواويل التي لامست الجرح العراقي,ولحن له الملحن الراحل( قيس الحربي) الذي يعتبر أول من لحن له وتعامل مع العديد من الملحنين وأستطاع الراشد أيضا تلحين بعض الأغاني التي غناها بنجاح.
أما من ناحية الإمكانية بالأداء يعتبر من الأصوات المتوسطة ولديه إمكانية جيدة في الأداء والتلاعب بالنغم والانتقال بين المقامات والانعطاف قليلا ليأخذ بعض الجمل الموسيقية منها ثم الرجوع مرة ثانية إلى المقام والدرجة التي يرتكز عليهما وبكل سهولة وبجماليات تفوق العادة ليبحر مرة ثانية ويرتكز إلى مقام أخر بدون تكلف ليسبح في محيط من الأنغام ليرتوي منها حتى يعود مرة ثانية إلى المقام الذي بدأ منه وهو يحمل النغمات التي جلبها من هنا وهناك ليضعها في أذن المستمع لتصبح غذاءا ً للروح, ويمتلك( العرب الصوتية الجميلة) ويستطيع الوصول إلى جواب الجواب والقرار في بعض الأحيان حسب المقام والدرجة التي يرتكز عليها ويستطيع الغناء على أكثر من درجة موسيقية, فتجده يبحث وراء المقامات المنسية مثل(مقام الجهاركاه ومقام الحجاز كار ومقام السوزناك) والأغاني والمواويل المعبرة ويؤديها بكل جدارة, وهذا يدل على حبه وحرصه للفن الأصيل وذوقه الرائع, ويعتبر صوته من الأصوات المهذبة ولديه القدرة على أداء الكثير من الأغاني الصعبة وأداء المقامات العراقية وخاصة أغاني كريم منصور التي أبدع فيها وبقية الألوان العراقية مثل الأطوار الريفية مثل (الأبوذية والزهيري والمحمداوي) وأيضا أجاد في غناء الأطوار الغربية لكونه ابن هذه البيئة مثل طور( العتابة والسويحلي والنايل والچوبي) والكثير من الأطوار وأيضا لديه خاصية في غناء (مقام الكورد) الذي انفرد فيه لكي يصبح له نمطا ً خاصا ً في الغناء وأدى الكثير من الأغاني العراقية القديمة الصعبة والأغاني العربية المتنوعة. عندما تستمع إلى صوته العذب والحنون لم تنسى تلك الأحاسيس المرهفة التي تجعلك تنتعش وتذهب مع صوته إلى أجواء خالية من الضجيج ليبعث الهدوء والارتياح بالنفس.
لكن للأسف الشديد لم يأخذ نصيبه ولم يحالفه الحظ في الإعلام هناك الكثير من أعماله الخاصة التي لم تظهر كثيرا على إحدى القنوات الفضائية,اليوم أصبح الإعلام أوسع بكثير وخاصة في العراق هناك الكثير من الفضائيات ولا نستطيع عدها, نأمل من الجهات المعنية ومن الإعلام والقنوات الفضائية أن تهتم بالفن الحقيقي وإعادة النظر في مسألة مهمة وهي الفن الحقيقي الذي أصبح مهمشا, ليست الموسيقى والغناء وحدهما بل جميع الفنون التي باتت تعاني من الانقراض وهذه مسألة مهمة فلولا الفن لم تظهر تلك الحضارات التي وثقها عبر ألاف السنين.
أتمنى التوفيق للفنان ظاهد الراشد الذي بدأ يشعر بالمسؤولية اتجاه الفن الحقيقي الفن المعبر حتى تصل الكلمة الجميلة واللحن المعبر الى جميع قلوب الناس

أيهـــــــم محسن

صوت مميز يحمل في طياته الحزن والشجن والعاطفة والشفافية في نفس الوقت, صوته ممزوج بروحيات متعددة حيث ينقلك بين قصب الأهوار وشلالات الشمال ويذهب بك إلى الكرخ والرصافة ويطير عاليا مرة أخرى ليحلق فوق نواعير هيت, وعندما تستمع إليه يترك أثرا كبيرا بالنفس ويعطيك جرعة من الأحاسيس والعاطفة والمشاعر ولن تنسى ذلك الصوت العذب الذي ارتوى من دجلة والفرات, لو انقطعت عن سماع ذلك الصوت الجميل فترة معينة وترجع مرة أخرى لتستمع إليه سرعان ما تتذكر نبرات صوته الحنون المليء بالشجن والأحاسيس الممزوج بروح صوفية متأثرة بالإنسانية والوجدانية النابعة من قلبه المحب للخير والعطاء, انه صوت الشاب المبدع الفنان عامر الرحال نعم انه صوت يستحق ذلك التعبير والكلام الجميل والسماع إليه بكل وقت انه الصوت المخملي.
عامر من الأصوات المهذبة ويمتلك خامة صوتية فريدة من نوعها ,ومن الأصوات غير التقليدية وهذه صفة مهمة للصوت ومن الأصوات المتوسطة لأنه لا يمتلك جواب الجواب ولا قرار القرار صوته طبيعي وهادئ استطيع القول بعيدا عن الصراخ أو ما شابه ذلك وهذا لا يدل على انه ليس لديه قرار أو جواب بل على العكس كل مؤدي أو مغني لديه الجواب والقرار لكن أنا اقصد القرار الكبير أي قرار القرار وجواب الجواب وهذا ليس عيب عندما لا نجد بالصوت القدرة على أداء جواب الجواب أو قرار القرار هذه مسالة طبيعية فلكل صوت قدراته ,هناك أصوات جواب الجواب أي( السبرانو) الصوت النسائي وهذا غير محبب, السبرانو فقط لأصوات النساء,لكن العيب عندما توجد الأخطاء بمخارج الحروف أو الخروج عن التون أو الخروج من الدرجة أو العلامة الموسيقية والخروج من الإيقاع أو هناك (نشازا ) بالأداء هذا هو العيب غير المرغوب به في الغناء بجميع أشكاله, حتى عندما يؤدي عامر الجواب لا تشعر به لأنه لا يتكلف الغناء ولا يجهد نفسه يؤدي ولا يزعج أذن المستمع فهذه أيضا موهبة أخرى يمتلكها الرحال فتجد لدية تعدد المواهب وهذه صفة نادرة لا نجدها عند أي صوت أو مؤدي, فتجده يغني بسلاسة وبهدوء حتى باختيار الألحان الهادئة والإيقاعات التي لا نجد السرعة فيها ولا حتى الضجيج وهذا الهدوء الجميل الذي يمتلكه يسيطر على التحكم بصوته عندما يؤدي وحتى على شخصيته, ويمتلك القدرة على التلحين, ويجيد العزف على آلة العود والناي ,ولحن لصوته عدة الحان ولديه القدرة على التنقل بين المقامات بسلاسة وبانسيابية جميلة وكأنه يلون لوحة بألوان غير تقليدية .
منذ صغره كان يستمع للمطربة أم كلثوم ويحفظ العديد من أغانيها والمقام العراقي وكذلك الغناء العراقي بكل ألوانه وهذا الخليط من سماع الأغاني جعل لديه ثمره فنية مميزة وأصبحت لدية ميزه رائعة وهي طريقة الأداء بالموال التي لا تشبه أي طريقة بالأداء, طريقة مبتكرة غير تقليدية استطيع أن أقول عامر ابتكر لونا أخر من غناء الموال الخاص به وهذه الألوان والأطوار موجودة في العراق فقط وهذا الذي يميز الفن العراقي .
طريقة عامر بالغناء هي جديدة وحديثة وتلفت المستمع وهذا الشيء الذي يميز الفنان وتتسلط الأضواء عليه وإلى كل من يأخذ خاصية في طريقة أداء الموال وحتى في الغناء.
ظهر عامر الرحال في بداية الثمانينات أراد أن تكون له بصمة مميزة من ناحية الألحان والنصوص الغنائية التي اختارها ,كتب له الكثير من الشعراء الشاعر سالم الرافع كاظم إسماعيل قاطع والشاعر عزيز الرسام وغيرهم من الشعراء ولحن له الملحن الموسيقار جعفر الخفاف,
لم يستمر الرحال في الغناء فكانت المعارضة الكبيرة من الأهل والأقارب وحكم الظروف والعادات والتقاليد العشائرية التي ترفض اسم فن أو فنان رفض قطعي وبدون فتوى ,التي استسلم الرحال إلى مطالب الأهل والأقارب حتى جاءت الفرصة الذهبية للرحال ليتعرف على الشاعر الراحل احمد العسكري الذي كتب قصيدة الفصحى وكانت لدية فرقة إنشادية تسمى فرقة (الفجر الجديد) التي تحمل نور الله بكل مفردة من قصائد العسكري الذي ترك أثرا كبيرا بقصائده وكتاباته الرائعة, رحم الله الإنسان والشاعر الراحل احمد العسكري, بدأ الرحال مشواره مع العسكري ومع الفرقة وأصبح ملحنا ومنشدا لها ,ولحن مجموعة رائعة من قصائد العسكري, هذه المرة لم يستطع احد الوقوف بوجه الرحال وحبس صوته من الأهل والأقارب,لانه غير نمطه من فن عادي إلى فن سام أهدافه واضحة يحمل رسالة مبنية على الإنسانية والتسامح وحب الآخرين والحب في الله.
الرحال لم يستمر طويلا مع العسكري ربما لظروف معينة جعلته يبتعد عن الأداء أو الإنشاد والتلحين.
أتمنى أن يعود مرة أخرى إلى فرقة الفجر الجديد والى اختيار القصائد التي تحمل مشاعل الخير والعطاء من مختلف الشعراء حتى يتواصل إبداع الرحال ,لأننا بحاجة إلى صوته المخملي والى تلك القصائد التي باتت في حنجرته لكي تظهر مرة ثانية ليستمع الجميع إلى الفن الحقيقي الفن الراقي الذي يحمل في طياته جميع أطياف الفن الهادف.

أيــــهـم محسن