آلة العود بين يدي الفنان فائق محمد فاضل
تعتبر آلة العود من أقدم الآلات الموسيقية,قيل إن أول من صنع آلة العود لامك بن قاين بن ادم عليه السلام وبكى به على ولده ,وقيل إن صانعه بطليموس صاحب
الموسيقا وهو كتاب اللحون الثمانية,وقد ذكر أن هذه الآلة ظهرت في زمن نوح عليه السلام,وأنه صنع عودا واستخرج منه الأنغام إلا انه فقد عند الطوفان وربما تكون هذه الآلة قديمة بقدم الإنسان, ما يعني أن الموسيقا ابتدأت منذ أن ابتدأ الإنسان يعي ما حوله,فكان يصفق ويصفر ويصيح بطريقة توائم ما كان يصدر عنه من فعل,وكان كلما ترقى شعوره كانت تترقى طريقة غنائه إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه في أيامنا هذه,عندها تم اختراع الآلات الموسيقية.
أما آلة العود فإنها تعتبر من الآلات الشرقية وقد اهتم في صناعتها كثيرون من العرب,وقد بذلوا جهدا كبيرا في تطويرها من ناحية الشكل الخارجي والصوت واختيار الأوتار الملائمة.
وكان لكل صانع أسلوبه الخاص في استخدام النقوش والزخرفة حيث أننا نجد اختلافا واضحا من بلد إلى أخر ومن صانع إلى أخر لجهة القياسات والقوالب والزخرفة ما جعل صوتها يختلف باختلاف صناعتها,ومما لاشك فيه أننا نجد إحساس وروح الصانع واضحة وجلية.
وفي العراق وعلى الأخص في مدينة بغداد برز الكثير ممن اهتموا بصناعة آلة العود وتركوا الأثر الكبير في هذا المجال ومنهم كان الفنان والصانع فائق ابن الصانع الكبير محمد فاضل الذي تميز بصناعة آلة العود ولقد برز بصناعة آلة العود والعزف محققا نجاحا باهرا فكانت موهبته وإصراره محط اهتمام الكثيرين فنال إعجابهم من عازفين وملحنين وممن اهتموا بهذه الآلة على صعيد الوطن العربي,وقد بذل الفنان جهدا كبيرا لجعل آلة العود أكثر مقاومة وأكثر ديمومة وذلك بمعالجة الأخشاب المستخدمة في صناعة آلة العود في الأفران الحرارية كي لا تتأثر بالمناخ من رطوبة وحرارة,وبمعالجة حالة انحناء زند آلة العود
وقد حقق نجاحا اخذ به إلى صناعات أخرى .
وقد حقق الفنان فائق محمد فاضل نجاحا ليس في صناعة آلة العود فقط بل في صناعة الكثير من الآلات الموسيقية وقلما تجد من يهتم بهذا الشيء ويجمع بين صناعات مختلفة فهو لم يصنع الآلة للعزف فقط بل لتكون أيقونة لها صداها في العراق وفي الوطن العربي.
أيهم غانم محسن
10-6-2011