صناعة آلة العود في العراق والبصرة
لابد أن لصناعة آلة العود في العراق ولصنّاعها تاريخ قديم ومن هذه الصناعة التي تعتبر من أهم الصناعات للآلات الوترية الشرقية التي تستخدم في العزف والتلحين واستخدامها في التخت الشرقي ,ولقد ترك صانعو آلة العود وراءهم بصمة فنية قيّمة لا تزال موجودة في تراث هذا البلد العريق منذ الاف السنين.
ومن هؤلاء الصناع الصانع محمد فاضل وأولاده ويعتبر من أقدم وأشهر الصنّاع لآلة العود في مدينة بغداد والعراق,ولازالت أعواده موجودة لقد شاهدت أعوده بوزن الريشة المطعّمة بالصدف والزخرفة ويعتبر تحفة فنية نادرة ورائعة. أما الصنّاع نجم عبود أيضا كان له دور كبير في صناعة آلة العود في مدينة بغداد والعراق والوطن العربي وفي مدينة البصرة الصانع منصورمحمود وفي الزبير فوزي المنشد وهناك العديد من المبدعين لم يتسنّ لي ذكر أسمائهم هؤلاء المبدعين تركوا أثر وإرثاً وتحفاً نادرة لصناعة آلة العود يضاف لتراث مدينة بغداد والعراق والوطن العربي لتفتخر بأسمائهم وبصناعتهم المليئة بالإبداع, لقد تركوا بصمة مميزة في الماضي وفي حاضرنا وحتى للأجيال القادمة رحلوا ولم يبقَ منهم سوى أسمائهم وأعمالهم التي لم تمت.
يولد الإبداع مع الأشخاص الموهوبين الذين يصرون على خلقه رغم الصعوبات
والتحديات وجاء العديد من صانعي آلة العود واستمرت هذه الصناعة إلى يومنا هذا ومن بين هؤلاء
الصناع الصانع ثابت البصري الذي ترك بصمة مميزة في هذه الصناعة وأراد أن يكون مكملا لمسيرة الصناعة والإبداع ليصبح واحداً من المبدعين لصناعة آلة العود في مدينة البصرة وبغداد وفي جميع انحاء العراق والوطن العربي حيث امتزج اسمه مع العود البصري بشكل خاص ومع العود بشكل عام ليكون جزءاً من المبدعين الذين سبقوه,أراد أن يكون متميزا وبارعا بعوده الذي حلم به منذ طفولته وأصبح العود الذي يصنعه بيده تحفه ذات قيمة فنية,أجاد في صناعته بجميع تفاصيلها ودقة القياسات العلمية الملائمة للعزف واختيار الأخشاب الملائمة والفاخرة(كالسيسم الهندي والورد والأبانوس )حتى في اختيار الزخارف التي تذكرك بالعهود السابقة لمدينة البصرة.
ثابت البصري يتعامل مع آلة العود بإحساس مرهف وهناك مخاطبة حسية بين آلة العود وروحه الصادقة لأنه يعشق الموسيقى ويعشق آلة العود وصناعتها وكان يرسم عوده المنشود في كل مكان يجلس فيه عندما كان صغيرا.
لأنه عشق الموسيقا وصناعة الة العود وعشق مدينة البصرة وكل ما فيها من تراث ليرتوي من فنها العتيق الملتصق على جدران أزقتها القديمة وعلى أبوابها الجليلة ليصبح صانعا ماهرا متألقا بين الصناع في البصرة وبغداد وفي الوطن العربي وأراد أن يتألق اسمه بين المبدعين الذين سبقوه وأن يجمع تلك الأسماء التي دثرتها السنون في صناعة آلة العود الذي يصنعه بيده حتى يكون هناك مزيج من الإبداع والوفاء لهم ليبقى عوده يوما من الأيام تحفة نادرة تفتخر بها مدينة البصرة مدينة المبدعين.
يعتبر ثابت البصري واحداً من هؤلاء الصناع المبدعين وله بصمه مميزه عن باقي الصناع فقد جمع بين الصناعة والإبداع في آن واحد.
ويعتبر صانع لأكثر من آلة وترية و لا ننسى إجادته في صناعة (العود السحب ) الذي يبتعد كثيرا في موصفاته عن العود الشرقي من حيث القياسات وربط الأوتار وحدة الصوت ويستخدم بالعزف المنفرد وهذا يدل على موهبته وإصراره على النجاح الباهر في هذا المجال والتوفيق بين بقية الآلات الوترية التي أجاد في صناعتها.
يكفي الفنان الكبير وديع الصافي زاره الى ورشته وصنع له عودا عندما كان مقيما في الكويت والفنان عبدالله ابو الغيث والفنان الكبير طالب القره غلي وسعيد البنا وغيرهم,ومن المطربين الذين غنو على عوده الفنان مصطفى احمد من الكويت ومحمد ازويد من البحرين والفنان الكبير محمد عبده من السعودية وعائلة الرحباني من لبنان
أيهم محسن.
27-7-2011