Posts Tagged ‘الشاعر حسن النيفي’

 

عيدٌ بنيسان أم جرحٌ بنيسانِ

حبلان في عنقي ، عيدي وأحزاني

عقيمةٌ كسرابٍ كلُّ أمنيةٍ                                                                                            

مثل الهجير على أهداب ظمآن

أسبعةٌ من جنى نيسان عاطرةٌ

أم تسعةٌ داهمتْ بالنار أغصاني ؟

 فأيّها أنعشتْ روحي بنفحتها

وأيّها باغتتْ بالذلّ وجداني؟

أدركتُ صحوي بعد الموت حين بدتْ

يدي تفتّش عني بين أكفاني

 تفجّر العمرُ في صحراء غربته

وانسابت الروح بحراً دون شطآن

ترمّد الحلمُ يا نيسان ما سطعتْ

إلا الفواجع من نجدٍ لتطوان

 مليون ذي قار في أسفارنا انتحبت

يلوكها الخوف في صمتٍ وكتمان

يا سيّدي يا عراق الخير ما روَيتْ

ظمآى النفوس سوى من ثغرك الحاني

 جادتْ عليكَ خوافي الشوق من عمري

وأشعلتْكَ حنيناً ألفَ بركان

 فأورق القلبُ نخلاً ملءَ صبوته

وأخصب الروحُ لحناُ ملء تحناني

 نسيتُ خلفَ جراحي كلَّ مؤلمةٍ

ورحتُ أضمرُ في سرّي وإعلاني

غداً ستشربُ عذْبَ النيل أوردتي

ويسْتشيط بجرحي رملُ نجران

غداً أحطّمُ مرآتي لأبصرني

 حلماً توقّد في أنظار إخواني

 غداً ستشرق شمس الأهل في رئتي

غداً أغني( بلاد العرب أوطاني)

 ما يشبه الحلمَ لا بلْ كالسراب بدا

 سعدٌ يتيه على فسطاط شروان

وفي غدٍ أمتي طافتْ مشيّعةً

أشلاءَ أحلامها في شرّ إذعان

 لا العادياتُ على بطحائها ضبحتْ

ولا أضاء وميضٌ نقعَ أشجاني

 إني تركتُ ورائي كلَّ مُبْهمةٍ

وجئتُ أهتك سرّي فوق جثماني

أنا العراقُ يُقالُ اكتظّ في جسدي

 نصال مَنْ رضعوا مِن فيض إحساني

 المالئين كؤوساً من جنى رطبي

الحالمين على أنداء غدراني

الغادرين وما يدرون إذْ غدروا

متى ستدركهم سكّينة الجاني

تناسل الشرُّ حتى من أظافركم

أطماعُ صهيون أم أحقاد ساسان ؟

على جراحيَ يُسْتعدى وقد جمعوا

حولي حبائلهم من كلّ شيطان

 وجمّعوا كيدهم ، بُعداً لما قذفوا

 بئستْ ثعابينهم تسعى بقيعاني

 فبوركت في لظى الهيجا حرابكمُ

روّيتموها ولكن من دمي القاني

 وداهمتْ جرحيَ المفجور غضبتكم

وليتها داهمتْ ظلماً تغشّاني

 وحدي مشيتُ وجرحي واحدٌ ودمي

ملء الفرات يروّي كلّ شريان

وقفتُ و الموت لا حدٌّ يباعدنا

وليس يربط قلبي غير إيماني

 سموتُ فوق جراحي وامتشقتُ دمي

رميتُ خلف ضلوعي كلَّ أضغاني

وانسابت الروح فجراً أيُّ ساريةٍ

 تقول: وعدُكَ يا ربّاه وافاني

إني سخيتُ عليكم ما ادّخرتُ دماً

وما عصبتُ غداة الروع أجفاني

مزدانةٌ بدمائي كلُّ مقصلةٍ

وكلُّ حاضرةٍ جذلى بأحزاني

 نذرتُ صفوَ دمائي دون معتقدي

 وما هتكتُ إبائي فوق صلبان

أسُُرَّ كلُّ مُعَدٍّ أم بكى جزعاً

 لمّا هزمتُ بموتي عهرَ طغيان

يا أيها الموتُ قد شاخت مطامحنا

مثل الهشيم تداعى فوق نيران

 إليكَ ما ساقني ضعفي ولا وهني

لكنَّ غدرَ بني قومي وخلاني

 وإنَّ مَنْ ذرفتْْ أنيابهم بدمي

سمَّ الفجيعة هم أهلي وجيراني

ياشمسَ تشرين أستوحيكِ ذاكرةً

لمّتْ نثار دمي من كلّ ميدان

من غضبة القدس من أصداء صيحتها

من هامة الشيخ من أوجاع جولان

فإنْ وفيتُ فلا منّاً ولا صلفاً

وإنْ تناسوا فليس الغدرُ من شاني

يا فجرَ نيسان قلْ لي أيُّ طافرةٍ

من مقلتيك عليها طاف نوران

 جسمٌ طوتْه رحى الأيام جائرةً

ومهجةٌ حلّقتْ في برزخٍ ثان

 يا جرحَ بغداد يا فجراً بمدمعه

تمشي مواكبنا من دون عنوان

 يا منبع الطهر يا وعداً يرفّ على

قبر الشهيد ، على أزهار نيسان

 دفقْتَ نبضكَ لحناً في ضمائرنا

فاجنِ الصبابةَ من شجوي وألحاني