Posts Tagged ‘محمد’

(فائق محمد فاضل بين الصناعة والإبداع) عندما نجد تحفة فنية نادرة ونجد جميع الخصائص الفنية موجودة في جميع تفاصيلها الحرفية سوف تلفت النظر وتؤثر بالنفس وعندها سوف نبحث عن صانع هذه التحفة وخاصة إذا كانت آلة موسيقية مصنوعة من الخشب مثل آلة العود وغيرها من الآلات الوترية الموسيقية. هناك ظاهرة كبيرة على الإقبال لصناعة الآلات الوترية وخاصة آلة العود لكن للأسف الشديد لا يوجد عند الكثير من صانعي هذه الآلة أي إبداع ولا أية دقة من ناحية الصناعة والجودة واختيار الخشب المناسب وأصبح مبدعو هذه الصناعة هم قلة جدا في الوطن العربي. الصناعة وحدها لا تكفي حتى ولو كانت متقنة من جميع النواحي, إذا لم تقترن هذه الصناعة بالإبداع وروح الصانع في الآلة لا تكون للآلة أي قيمة فنية وإذا وجدنا العكس سوف تكون تحفة نادرة. فنجد الفنان فائق محمد فاضل هو واحد من الذين يمتلكون الصناعة والإبداع في جميع تفاصيل الآلة التي يصنعها,هذا يدل على الذوق السليم وحرصه على فنه ورغبته وإصراره على هذه الصناعة التي باتت في مخيلته منذ الطفولة. ويعتبرفائق أحد الذين يمتلكون(سر المهنة) التي اخذها من والده محمد فاضل وهذا إبداع بحد ذاته وتحتاج هذه الصناعة إلى التركيز والوقت الطويل ربما إلى شهر أو شهرين وربما إلى ثلاثة أشهر حتى ينجز عود أو عودين. فنجد الدقة والإتقان بجميع أعواد فائق ومختلفة من ناحية الشكل الخارجي بين عود وأخر وجودة الخشب والدقة في الصناعة وربما حتى في القياسات ونوعية الخشب الملائم لصناعة الآلة والزخرفة والألوان التي يختارها لآلة العود وهذه الميزة ليست فقط في صناعة الأعواد حتى في صناعات أخرى. وهذا يدل على مصداقيته بالعمل وحبه للموسيقى والصناعة والتألق في فضاءات الإبداع. فنجد الإمكانية والقيمة الفنية بجميع الأعواد والآلات الوترية التي يصنعها وهذا يدل على براعته وحرفيته وإرادته القوية التي جعلت منه صانعاً ماهراً متألقاً بصناعة آلة العود بجميع المواصفات والأشكال. استطيع القول أن أنه هو صانع شامل ومبدع بكثير من الصناعات الوترية واستطاع أن يجمع مابين الصناعة والإبداع في آن واحد.

أيهم محسن

23-5-2011

آلة العود بين يدي الفنان فائق محمد فاضل

تعتبر آلة العود من أقدم الآلات الموسيقية,قيل إن أول من صنع آلة العود لامك بن قاين بن ادم عليه السلام وبكى به على ولده ,وقيل إن صانعه بطليموس صاحب

الموسيقا وهو كتاب اللحون الثمانية,وقد ذكر أن هذه الآلة ظهرت في زمن نوح عليه السلام,وأنه صنع عودا واستخرج منه الأنغام إلا انه فقد عند الطوفان وربما تكون هذه الآلة قديمة بقدم الإنسان, ما يعني أن الموسيقا ابتدأت منذ أن ابتدأ الإنسان  يعي ما حوله,فكان يصفق ويصفر ويصيح بطريقة توائم ما كان يصدر عنه من فعل,وكان كلما ترقى شعوره كانت تترقى طريقة غنائه إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه في أيامنا هذه,عندها تم اختراع الآلات الموسيقية.

أما آلة العود فإنها تعتبر من الآلات الشرقية وقد اهتم في صناعتها كثيرون من العرب,وقد بذلوا جهدا كبيرا في تطويرها من ناحية الشكل الخارجي والصوت واختيار الأوتار الملائمة.

وكان لكل صانع أسلوبه الخاص في استخدام النقوش والزخرفة حيث أننا نجد اختلافا واضحا من بلد إلى أخر ومن صانع إلى أخر لجهة القياسات والقوالب والزخرفة ما جعل صوتها يختلف  باختلاف صناعتها,ومما لاشك فيه أننا نجد إحساس وروح الصانع واضحة وجلية.

وفي العراق وعلى الأخص في مدينة بغداد برز الكثير ممن اهتموا بصناعة آلة العود وتركوا الأثر الكبير في هذا المجال ومنهم كان الفنان والصانع فائق ابن الصانع الكبير محمد فاضل الذي تميز بصناعة آلة العود ولقد برز بصناعة آلة العود والعزف  محققا نجاحا باهرا فكانت موهبته وإصراره محط اهتمام الكثيرين فنال إعجابهم من عازفين وملحنين وممن اهتموا بهذه الآلة على صعيد الوطن العربي,وقد بذل الفنان جهدا كبيرا لجعل آلة العود أكثر مقاومة وأكثر ديمومة وذلك بمعالجة الأخشاب المستخدمة في صناعة آلة العود في الأفران الحرارية كي لا تتأثر بالمناخ من رطوبة وحرارة,وبمعالجة حالة انحناء زند آلة العود

وقد حقق نجاحا اخذ به إلى صناعات أخرى .

وقد حقق الفنان فائق محمد فاضل  نجاحا ليس في صناعة آلة العود فقط بل في صناعة الكثير من الآلات الموسيقية وقلما تجد من يهتم بهذا الشيء ويجمع بين  صناعات مختلفة فهو لم يصنع الآلة للعزف فقط بل لتكون أيقونة لها صداها في العراق وفي الوطن العربي.

أيهم غانم محسن 

10-6-2011

(كوكز وقصيدة الغربة )الشاعر محمد خليل كوكز.

عندما رجعت إلى بلدي وأنا احمل معاناة الفراق وهموم الغربة التي ظهرت على التجاعيد

تحيط بعيني,لكني سرعان ما أبدأ أتناسى تلك الهموم لمجرد الوصول إلى أهلي ورؤيتهم

وزيارة الأقرباء والأصدقاء

وكانت هناك لي زيارة خاصة إلى منزل الصديق والشاعر محمد خليل كوكز وكان اللقاء

بالأحضان ودموع الفرح تسبق هذا اللقاء العزيز على قلبي وقلب الشاعر الطيب محمد خليل أبو وسام

وقدم لي هدية ديوانه بعنوان ( سبحة سندلوس ) الذي اعتبره أجمل هدية أعتز بها

وبعد فترة سافرت إلى البلد الذي أقيم فيه بلد الغربة بلد المنفى بالنسبة لي

وقرأت الديوان والمفاجأة كانت قصيدة الغربة التي تركت الأثر الكبير في نفسي

وأسرعت بجلب العود وأمسكت به وبدأت بتلحين قصيدة الغربة

لقد تكلمت عنها في إحدى المقالات التي كتبتها عن الشاعر( كوكز)

وخاصة هذه القصيدة التي لها صدى وجماليات رائعة من حيث المعنى والصور والموسيقا

والتناغم والدراما الموجودة في داخل القصيدة

(كوكز) كتب هذه القصيدة بعد ما لامس وعاش الغربة ربما لفترة قصيرة ثم هزه الشوق والحنين والغربة

وكتب هذه المفردات الرائعة التي جسدت معاناة الغربة في جميع مفرداتها الحزينة المنبثقة

من أنين وحزن الشاعر والتي جعلته يسارع برجوعه إلى أرض الوطن.

وهذا ما يدل على حبه للأرض ولجذوره المتينة المتمسكة بوطنه وبأهله وبأصدقائه

(وقيل من علامة الرشد ان تكون النفس إلى بلدها تواقة  والى مسقط رأسها مشتاقة)

فكانت فرصة للشاعر السفر خارج الوطن حتى يجسد ذلك الفراق والغربة ليجعل منها ولادة جديدة

وهي (قصيدة الغربة) وقد هز الشوق شاعرنا العزيز قبل ان يغادر ارض الوطن

وهو على وشك عبوره أخر مكان من ارض الوطن ومما يدل على ذلك وهو يقول في مطلع القصيدة.

سافرت من سافرت شلت العراق

وشلت كل هم ألأجه أبّالي أو مشيت

من خطيت أو عبرت آجدامي الحدود

أعيوني تتلفت علتراب أو بجيت…

وقيل مما جاء في الحنين إلى الوطن

(أما محبة الوطن فمستولية على الطباع مستدعية اشد الشوق إليها)

فهذا ما جعل شاعرنا العزيز (محمد خليل كوكز)

ان يكتب هذه الكلمات الجميلة والرائعة والتي تحزن القلب وخاصة الذي يعيش الغربة.

يقول الشاعر كوكز في قصيدة الغربة.

الغـربـة

سافرت من سافرت شلت العراق

وشلت كل هم ألأجه أبّالي أو مشيت

من خطيت أو عبرت آجدامي الحدود

أعيوني تتلفت علتراب أو بجيت

******

أتصورت بالغربه أهلي والعمام

أو جربت عالم أجروحي بيت بيت

شفت ذلّة ليلهم ثوب النهار

أيروح ليل الشام فدوه ألليل هيت

******

يا وطن ما انسه حضنك والدلال

وين أدوّر مثل حضنك ما لكيت

أنت سحر الشّرق والنخله عصاك

وشمعدان الجبل للدنيه ضويت

******

ما حله أبعيني وحقك يا عراق

لا جمال الدنيه لا كلشي قريت

انت لوحه أو خارطة هاذه الوجود

ونت شمس الله الجبيره الماطفيت

******

يا وطن من رادو ايذلوك ليش.؟

شنهو ذنبك كلي يا وطني اشجنيت

يا وطن يا تاج يلمحد علاك

طائفيه الفاس تهدم ما بنيت

******

رغم كل هاذه الجره ورغم اللي صار

للحساب أو للغدر ساحه صفيت

******

الجمعة  9 -12 – 2011

أيهم محسن

( كوكز يحاكي الموسيقى بشعره )

إن الشاعر الشعبي الموهوب محمد خليل كوكز,شاعر أصيل ومبدع في كتاباته الشعرية فعندما يكتب بيتا من الشعر أو قصيدة يلونها بنغمات موسيقية خارجة عن المألوف ,بجماليات رائعة,
فتجد الموسيقى تنبثق وتتسربل بكل مفردة من مفرداته,نابعة من قلبه الصافي لتصل إلى حنجرته يغنيها بطريقة تلفت انتباه السامع منسوجة بحزن قديم ورثه من هموم الحياة.
لقد رافقته سنوات طويلة وما يزال هذا التواصل على رغم من بعد المسافة بيننا,كوني خرجت من العراق منذ أكثر من سبع سنوات,ولقد كان للشعر وللموسيقى حكاية معنا,كنا نجلس ساعات طويلة لنحقق رغبتنا بالشعر والموسيقا,كنت استمع إليه كثيرا,وكلما ألقى علي قصيدة,يصمت في وسطها ويقول لي إن هذه القصيدة من بحر كذا ومن إيقاع مثلا الوحدة الكبيرة أي الإيقاع الثقيل ومقام الرست,أذهلني فيه وشدني لشعره الممزوج بالموسيقا.
ومما يدل على أذنه الموسيقية وذوقه السليم وإلمامه بعلم الموسيقا لكثرة استماعه للغناء العراقي الأصيل وللمقام العراقي ولكبار الموسيقيين والملحنين لجميل بشير ومنير بشير والحان الموسيقار عباس جميل والحان الموسيقار طالب القرغلي وغيرهم,وكان ذلك اختيار رائعا ما جعل شعره يحاكي الموسيقا بكل مفردة يكتبها.
ويتميز الشاعر كوكز بطريقة جميلة في الإلقاء,بحيث يشدك إليه بصوته الحزين,ولا أنكر أنني قد تأثرت كثيرا بطريقة إلقائه, وبحضوره المميز,وكنت أظنه انه ينشد.
ولا يخفى عليك عزيزي القارئ,أن الإبداع حسنُ ومعاناة,ويقول أحد الفنانين التشكيليين
(لا يمكنني أن أرسم أو أصور الجوع دون أن أعانيه) وهكذا كوكز فهو لا يكتب شيئا من الخيال بل من الواقع الذي يعيشه,فالمعاناة جعلت منه شاعرا فحلا.

(الموسيقا الداخلية في شعر كوكز).
لقد وجدت أكثر أشعاره تمتاز بالموسيقا الداخلية فهو يقول في قصيدة والتي بعنوان (من جديد) وسوف أذكر بعض الأبيات من القصيدة.
من جديد اشتاك الك وعشك هواك
ومن جديد الروح تغفه ابين اديك
اجمع اجروحي ونثرهه ابسماك
اولونزف دمهه ورد يمطر عليك
وانسه كل السم الجرعته أبمر جفاك
وانسه الامي وعذابي وعتنيك
أو لوغدر بيك الزمن غفله او طواك
كلهه تتبره أو تحن روحي او تجيك…..
فإنني التمس العلاقة المتلازمة بين الموسيقا الشعرية والموسيقا السمعية بشكل واضح وكأن هذه القصيدة ولدت ملحنة,وكذلك في قصيدة( ما أملكم )
فأن التنويع في الإيقاع والمقامات الموسيقية والنغم الحزين رافق القصيدة من أولها حتى أخرها بحيث يقول فيها
ما أملكم…جيت الم عثرات جدمي
ابليل هندس خطوه خطوه واعتنيكم… ما أملكم
واني صبري اموالف السجه الطويله
عيوني ريل ادموع…حسراتي تسافر
بيه كل عبره محطّه اشتاكت الكم…ما أملكم
انتو الف باء العشك…… دفتر حياتي
صفحه صفحه ايشيل اسمكم
يا عشكم..فتح ابكلبي ورد…وشلون ما تدرون أشمكم…ما أملكم.
وكذلك أنشودة( يا عراق)وهو يقول فيها
يا عراق أنطرزه ألاسمك وسام
ونعلكه بصدورنه ايدفينه
ياعراق من نكع أبارض الحرام
تنزل أجبالك تجي وتشيلنه
ياعراق المانزف دمه عليك
هذهه مومن ماينه أو لا طينه….
وكذلك في قصيدة( الغربة) الرائعة التي لا استطيع أن أو صفها المليئة بالتناغم الحسي والروحي التي تشدك إلى انسجام موسيقي حزين وهو يقول فيها
يا وطن ما أنسه حضنك والدّلال
وين أدوّر مثل حضنك مالكيت
………..
ماحله أبعيني وحقّك ياعراق
لا جمال الدنيه لا كلشي قريت
…………..
انت لوحه أوخارطة هاذه الوجود
ونت شمس الله الجبيره الماطفيت….
وقصيدة( سبحة سندلوس) المليئة بالصور الرائعة والتناغم بين مفرداتها حيث يشدك إلى سماعها بدون أي ملل أو تكرار فهناك انسجام موسيقي بينه وبين المتلقي وخاصة عندما يكون مباشر. وهو يقول فيها
صرت ديوان أو ألمهم بين أديّ
أو عار…لو ديواني ما لم عارهم
كسّرت عمري عله موكد عشكهم
حتّه ادفيّهم طَُفتني أمطارهم.
ومن الأبوذيات التي دائما ارددها التي كتبها شاعرنا العزيز كوكز يقول فيها
كصن بيه الليالي الّمنّي
ولا رادن امن احّد الا منّي
يضل مرفوع راسي واللّي منّي
لا يهمني ولا اثّر عليه.
وهناك الكثير من الأبوذيات والزهيري لكني لا أريد ان أطيل بالكلام.
فعندما امسك بالعود وأحاول تلحين قصيدة أو أنشودة أو نص له فانه يرغمني بأن أضع الإيقاع الثقيل والإيقاعات الهادئة والتنقل بين المقامات واختيار الجمل الموسيقية الصعبة والحزينة, وكأنه يضع قانونا أو قالبا موسيقيا جديدا لإلقائه الشفاف ولقصائده,ونصوصه الشعرية الرائعة والجميلة.
الشاعر محمد خليل الكوكز شاعر وإنسان بكل شيء وهو الذي كرس حياته من أجل كتابة الشعر الذي يصارع المعاناة ليضعها بلسماً للجرح العراقي,كتب الكثير ولديه عدة دواوين شعرية وكتب بجميع الألوان الشعرية ويعتبر واحداً ممن حافظوا على التراث الشعبي,كتب القصيدة والأغنية والأنشودة والموال والأبوذية والزهيري وكتب العتابة والنايل والسويحلي والميمر ولم يفته لونا من الشعر إلا وكتبه,وهذا يدل على موهبته وبراعته,ولم يتوقف عن الكتابة مع الظروف التي
مر بها والمعاناة التي يلاقيها لكنه يعتبرها مواقفاً ليجعل منها صورا شعرية تحاكي الضمير والوجدان والإنسانية فإنه يستحق الكثير من الألقاب التي تليق به فأنا ألقبه بشاعر القصيدة المليئة بالأنغام العذبة والموسيقا الحزينة التي لا تشبه غيرها.
ونال إعجاب من كبار الشعراء وله جمهور واسع أينما ذهب,وقصائده التي لا تخلو من الصور والألوان الجميلة المطرزة بالموسيقا الحسية التي لا استطيع وصفها لكوني لست ناقدا بالشعر لكني أحس بها وأتأثر بها وأستمتع فيها.
مهما حاولت التعبير عن هذا الإنسان والشاعر المبدع لا استطيع وصفه,لكني ألفت قطعة موسيقية إهديها إليه والتي تحمل اسم( كوكز) أعبر عنها بجميع أحاسيسي ومشاعري الصادقة اتجاه إنسانيته وعطائه المتواصل وأحاكي بها جميع أشعاره التي باتت في مخيلتي التي لا استطيع نسيانها.
30-10-2011 الأحد
أيهم محسن